في رحلة “رحلة الحاج” لجون بنيان، واجه كريستيان أسدين وشعر برغبة في العودة. ولكن طُمْئِنَ قائلاً: “لا تخف من الأسدين، لأنهما مقيدان”. كان خوف كريستيان نابعًا من تركيزه على التهديد المباشر، أنياب الأسود ومظهرها المخيف، بدلاً من القيد الخفي. تقدم هذه القصة رمزية قوية للمؤمنين اليوم.
يصف الكتاب المقدس الشيطان بأنه “أسد زائر” يسعى لالتهامنا (بطرس الأولى ٥: ٨). في حين أن قوته قد تبدو هائلة، إلا أن الشيطان، مثل الأسدين في قصة بنيان، مقيد في النهاية. لقد هزمه المسيح بالفعل، مُؤَمِّنًا النصر للمؤمنين. ومع ذلك، فإن هذا النصر لا يلغي الحاجة إلى اليقظة ضد إغراءات الشيطان الماكرة. في عالمنا الذي يحركه العلم، من السهل التغاضي عن العالم الروحي. لكن الكتاب المقدس يذكرنا أن معركتنا الحقيقية هي ضد قوى روحية، “ضد الرؤساء، ضد السلاطين، ضد ولاة العالم على ظلمة هذا الدهر، ضد أجناد الشر الروحية في السماويات” (أفسس ٦: ١٢).
الحفاظ على علاقة وثيقة مع الله أمر بالغ الأهمية في مقاومة إبليس. الطاعة والقرب من الله هما سلاحان قويان ضد تأثير الشيطان (يعقوب ٤: ٧-٨). إن الخضوع لإرادة الله والتقرب إليه بالصلاة يصدّ العدو بفعالية. يُقِرّ هذا الخضوع بسلطة الله المطلقة ويستغل قوة نصره.
التوبة هي استراتيجية رئيسية أخرى في الحرب الروحية. عندما نتعثر ونخطئ حتماً، فإن الاعتراف بالخطأ والابتعاد عنه أمر ضروري (يعقوب ٤: ٨؛ يوحنا الأولى ١: ٨-١٠). تتضمن التوبة الحقيقية حزنًا تقويًا والتزامًا بالتخلي عن الخطيئة. مغفرة الله تُعيد علاقتنا به وتُضعف قبضة الشيطان. وعلى العكس من ذلك، فإن التمسك بالخطيئة يخلق مسافة بيننا وبين الله ويتركنا عرضة لمزيد من الإغراء. إن القلب المُنقسم، المُمزّق بين الله والعالم، يُضعف دفاعاتنا (يعقوب ٤: ٨). التفاني الكامل والطاعة لله هما أمران بالغا الأهمية.