الله ثابت بالأمس واليوم وإلى الأبد

ترنّ صدى حقيقة عبرانيين ١٣:٨ بقوة لا تتزعزع: “يسوع المسيح هو هو أمسًا واليوم وإلى الأبد”. تُلخّص هذه العبارة العميقة طبيعة الله غير المتغيرة، مُقدّمةً العزاء والأمل الراسخ للمؤمنين عبر الأجيال. إنها تؤكد على ثبات شخصية الله، ووعوده التي لا تتزعزع، وحضوره الأبدي في حياة أتباعه.

يُؤكّد هذا المبدأ الأساسي في اللاهوت المسيحي على الطبيعة الأبدية ليسوع المسيح. فهو غير مُقيّد بقيود الزمن أو تقلبات التجربة البشرية. جوهره يبقى ثابتًا، مُقدّمًا مرساةً من الاستقرار في عالم يتّسم بالتغيير وعدم اليقين. هذه الطبيعة الثابتة هي مصدر للراحة، تُؤكّد للمؤمنين أن محبة الله ورحمته وأمانته ستبقى قائمةً في جميع الظروف.

تشير عبارة “أمسًا” إلى حقيقة حياة يسوع التاريخية وخدمته وموته وقيامته. أفعاله وتعاليمه المُسجّلة في الأناجيل تكشف عن طبيعته الإلهية والتزامه الراسخ بالبشرية. المعجزات التي صنعها، والمحبة التي أظهرها، والتضحية التي قدّمها على الصليب هي شهادات خالدة لشخصيته غير المتغيرة.

“اليوم” تُشير إلى حضور يسوع المسيح المُستمر ومشاركته الفعّالة في حياة المؤمنين. من خلال الروح القدس، يُمكّن أتباعه ويرشدهم ويُعزيهم، مما يُمكّنهم من مواجهة تحديات الحياة اليومية وتحقيق هدفهم في ملكوته. حضوره هو مصدر دائم للقوة والتشجيع، ويُذكّر المؤمنين بأنهم ليسوا وحدهم أبدًا. إنه يُواصل التوسط من أجلهم، مُقدّمًا النعمة والمغفرة.

تمتد كلمة “إلى الأبد” إلى طبيعة المسيح غير المتغيرة إلى الأبد. إنها تتحدث عن مُلكه الأبدي ووعد الحياة الأبدية للذين يؤمنون به. يُقدّم هذا التأكيد الأمل ما وراء العالم الزمني، ويُذكّر المؤمنين أن مصيرهم النهائي يكمن في يدي إلهٍ مُحبٍّ وغير متغيّر. لن ينتهي ملكوته أبدًا، ولن تخيب وعوده أبدًا.

تُوفّر ثبات الله أساسًا متينًا للإيمان والثقة. إن معرفة أن الله غير متغيّر تُمكّن المؤمنين من مواجهة شكوك الحياة بثقة وشجاعة. تُؤكّد شخصيته الثابتة لهم أن وعوده صادقة وأن محبته لن تتزعزع أبدًا. هذا الأساس الراسخ يسمح للإيمان بالازدهار ويُوفّر الأمل وسط التجارب.

إن فهم أن “الله ثابت بالأمس واليوم وإلى الأبد” ليس مُجرّد تمرين فكريّ؛ إنها حقيقة تحويلية تُشكّل الطريقة التي يعيش بها المؤمنون ويتفاعلون مع العالم. إنها تُمكّنهم من العيش بهدف، مع العلم أن حياتهم راسخة في طبيعة الله الأبدية وغير المتغيرة. تُعزّز هذه المعرفة المرونة في مواجهة الشدائد وتُلهم الالتزام بعيش حياة تعكس محبة الله وأمانته التي لا تتزعزع.

Leave A Comment

Name*
Message*