غالبًا ما تُقدّم قراءة الإنجيل رسالة عميقة للحياة اليومية، حيث تُوفّر التوجيه والإلهام لمواجهة تحدّيات الحياة. تُسرد قراءة اليوم معجزة صيد السمك، وهي لحظة محورية في حياة سمعان بطرس ويعقوب ويوحنا. بينما كان يسوع يُعلّم الجموع من قارب سمعان، أمره بأن يُلقي شباكه في المياه العميقة. على الرغم من تعبه طوال الليل دون جدوى، أطاع سمعان، مما أدّى إلى صيد هائل كاد أن يُغرق القوارب.
ترمز هذه الحادثة إلى البركات الوفيرة التي تأتي من الإيمان والطاعة لكلمة الله. كما وثق سمعان بتعليمات يسوع على الرغم من خبرته ومنطقه الخاص، فإننا مدعوون إلى الثقة بخطة الله لحياتنا، حتى عندما تبدو غير منطقية أو صعبة. إنّ وفرة السمك الهائلة تُشير إلى النعمة والبركات التي يمنحها الله لمن يتبعونه.
كما تُمثّل هذه المعجزة دعوةً للتلمذة. بعد أن شعر سمعان بطرس بقوة يسوع واعترف بخطيئته، سقط عند ركبتيه. مع ذلك، لم يُوبّخه يسوع، بل منحه هدفًا جديدًا: “لا تخف، من الآن فصاعدًا ستصطاد الناس”. امتدّت هذه الدعوة إلى يعقوب ويوحنا أيضًا، مما دفعهم إلى ترك كل شيء واتّباع يسوع.
تُحفّزنا القراءة على التفكير في مدى استعدادنا لاتّباع المسيح. هل نحن على استعداد لترك مناطق راحتنا واحتضان المجهول، والثقة بتوجيه الله؟ هل نحن على استعداد لنصبح “صيّادي بشر”، ونُشارك رسالة الإنجيل مع الآخرين ونُقرّبهم من المسيح؟ تُذكّرنا قصة الصيد المعجِز بأنّ الإيمان والطاعة يُمكن أن يُؤدّيا إلى نتائج استثنائية، ليس فقط في حياتنا ولكن أيضًا في حياة من نُؤثّر فيهم. من خلال اتّباع مثال يسوع والثقة بكلمته، يُمكننا أن نختبر وفرة بركات الله ونُحقّق دعوتنا لأن نكون تلاميذه.